العشر الأواخر
الحمد لله.
-العشر الأواخر من رمضان في اصطلاح الفقهاء: تبدأ من بداية ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان، وتنتهي بخروج رمضان، تاما كان أو ناقصا، فإذا نقص فهي تسع، وعليه فإطلاق العشر الأواخر عليها بطريق التغليب للتمام، لأصالته؛ لأن العشر عبارة عما بين العشرين إلى آخر الشهر، وهي اسم لليالي مع الأيام. [الموسوعة الفقهية الكويتية (30/ 116)]
- والحرص عليها لحكمتين :
*الأولى : رجاء ليلة القدر.
*الثانية : الحث على تجويد الخاتمة.
- يستحب الاجتهاد في العمل الصالح عموما، فيزيد عما كان يفعله في غيرها من الأيام، عن أمنا عائشة رضي الله عنها « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره ». [صحيح مسلم (3/ 176 ط التركية)]. فيكثر من قراءة القرآن والصدقة والصلاة والذكر والدعاء والبر ونحوها من أمو الخير.
- والمسلم يشد فيها المئزر، لقول أمنا عائشة رضي الله عنها «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.». [صحيح البخاري (3/ 47 ط السلطانية)].اختلفوا في (شد المئزر). على معنين :
*الأول :اعتزال النساء، فكنى عن ذلك بشد المئزر، وإن لم يكن ثم مئزر.
*الثاني: الجد في العبادة، تقول: قد شددت لهذا الأمر مئزري: أي جددت فيه.[كشف المشكل من حديث الصحيحين (4/ 364)]
والظاهر أن "كلا الأمرين صحيح، فإن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان لا يأتي أهله في العشر الأواخر من رمضان لأنه معتكف، وكان أيضا يشد المئزر، ويجتهد، ويشمر صلوات الله وسلامه عليه، ولعل رواية مسلم:" وجد وشد المئزر". تدل على هذا المعنى.(راجع:لطائف المعارف.ابن رجب).
-من أعظم ما يأتي به المسلم فيها الصلاة، فيقوم الليل ويوقظ أهله لتحصيل الأجر، عن عائشة :«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.». [صحيح البخاري (3/ 47 ط السلطانية)].
وفي الصلاة مع الزوجة خير كبير في غير رمضان وفي هذه الأيام آكد،قال رسول الله ﷺ:«من استيقظ من الليل، وأيقظ امرأته، فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا، والذاكرات». [سنن أبي داود (1/ 543 ط مع عون المعبود)].
- فيها ليلة القدر ويستحب قيامها وقد سبق معنا بيان أحكامها (هنا).
- الاعتكاف وهو لزوم المسجد ولو لحظة، فعن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده.». [صحيح البخاري (3/ 47 ط السلطانية)].
وللاعتكاف أحكام كثيرة يطول سردها، فمن كان ينوي الاعكتاف عليه بالتفقه في أحكامه وننصحه بكتاب (فقه الاعتكاف.خالد المشيقح).
المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.